الاثنين، 7 أبريل 2008

حياتي


حياتي ؛ جميلة هي رغم قبحها ؛ قصيرة رغم طولها ؛ عنيدة رغم سلاستها ؛ حياتي.مرت امامي كومضة برق تذكرت خلالها احزاني و افراحي ؛ تعبي و راحتي ؛ حبي و كرهي.

رأيت ادق التفاصيل بل عشت احداثها مرة أخرى و الموج يحتضني و زبد البحر يحيط بي و انفاس خارج صدري لا تستطيع الدخول و اخرى مسجونة داخله لا تقوى على الخروج. وحين استسلمت و تلامس جفناي ظهر امامي وجهها و اخذت صورته تتضح حتى ملأت الكون من حولي. و كأن الزمان يعيد نفسه ؛ فها أنا اقف في مكان اول لقاء لنا ؛ رأيتها قادمة نحوي فسحرني جمالها و أطاحت بعقلي رقتها ؛ فانحنيت الى وردة حمراء لم تجف دموعها ؛ قطفتها و بكل جرأة لها أعطيتها. و مع الوردة قدمت لها قلبي ؛ و في الوردة وضعت كل حبي.

فابتسمت لي عيناها و امتدت يدها بتردد و أخذتها ؛ فأخذت مع الوردة قلبي و روحي و كل حواسي. فرفرف قلبي فرحا و طار في سماء دنيا العشق ليبلغ الخبر لكل العشّاق ؛ و غاص في بحور الحب ليأخذ مكانه في الأعماق.



تعاهدنا على ان نلتقي؛ و التقينا و تشابكت ايدينا و تعانق قلبينا هنا في هذه البقعة المباركة على شاطئ البحر؛ الذي شهد علينا و جلسنا على رماله التي احتضنت داخلها نبت حبنا و شاركتنا أحلامنا. في هذا المكان رأينا السماء تميل على البحر باستحياء لتطبع على وجنته قبلة حانية بفم باسم مزدان بلون احمر شفاف ؛ ومر الوقت علينا كنسمة هواء مرّت بين اوراق زهرة لتحمل رائحتها و تملأ بها الاجواء. رأينا القمر يخرج من بين الامواج لينير بضوءه طريق العشاق.



و لكن ها انا أعود لأقف وحيدا في نفس المكان بعد ان اختارها القدر كي تكون رفيقته ؛ اعود كي أسمع ضحكات حبات الرمل و همسها قائلة "أليس هذا هو العاشق الذي خدعه الموت و أخذ حبيبته؟!" ؛ فتشتعل بداخلي نيران الغيظ فادهسها بقدمي و انا اسير مترنحا كمن جرع لتوه زجاجة خمر ففقد الاحساس بالزمان ؛ و لكني لم افقد احساسي بالمكان. المكان الذي تحول من جنة تجمعنا الى قاعة محكمة أقف انا في وسطها و الانظار كلها تتجه لي فالرمال تنظر ساخرة و البحر متخبطا مشفقا و السماء ترمقني بعين حمراء غاربة. و سمعت صوتا ينادي من بعيد بأن بدأت المحاكمة ؛ فأطبقت علي السحب ووضعتني في قفص الاتهام. و أغمضت الدنيا عينها ليظهر القاضي بوجهه الأبيض المضيئ في رداء أسود لامع ووجه الي الاتهام ؛ فتصايح الجميع اني مذنب. فنظر الي القاضي و سألني ان ادافع عن نفسي ؛ و عندما بدأت الكلام رأيت وجها ضاحكا ساخرا رأيت وجه القدر ؛ فاحتبست الكلمات داخلي و رأيت وجه حبيبتي و الدمع كالأنهار يجري على وجنتيها ؛ فمددت يدي كي أمسح عن هذا الوجه الذي عشقته باسما هذه الدموع و لكن ابدا لم تصل يدي. وخرجت الكلمات مني مليئة بالحزن و تسألت "هل انا مذنب؟ فيما أذنبت؟ هل أذنبت عندما احببت؟"




فأجاب القاضي:"لقد تسببت في قتل قلب برئ"




فقلت :"أي قلب هذا الذي قتلت؟"

فصاح القاضي غاضبا :"قلبك انت"




تعجبت :" أقتل قلبي؟ ان هذا مستحيل ؛ لقد وهبته الحياه بحبها و لكن من قتله هو القدر"




و أشرت الى ذلك الوجه الساخر . فسرت همهمه غاضبة و تصايح الجميع "ليس القدر من قتله ؛ بل انت"



و أصدر القاضي الحكم بالموت جزاء لي على مما اقترفت في حق قلبي ؛ و سمعته يقول بصوت اختلطت نبراته بضحكات القدر الساخرة :"عش بدونها ؛ عش مع ذكراها".

و اسدل الستار عن هذه المحاكمة و اختفى القاضي و عدت وحيدا في صحراء يحيطها الماء. و بحثت عن طريقي كي اعود و لكني لم اجده؛ ترى الم يكن هناك طريق للعودة ام لم تكن بي أنا رغبة أن اعود. فنظرت الى البحر فوجدته يمد لي يد المساعدة ؛ فسرت اليه و مددت اليه يدي و تلامس جسدينا فاحتضنني بأمواجه.

و هكذا رأيت حياتي تمر أمامي ؛ لقد اعتقدت للحظة انه باستطاعتي ان أتغلب على القدر و لكنه الأقوى دائما. فامتدت يده تنتزعني من أحضان صديقي و تقذفني الى الشاطئ الذي استقبلتني رماله بقسوة و قالت " قدرك أن تعيش وحيدا".



لكن لا لن أستسلم سأبحث عن طريق آخر ؛ عن صديق آخر يقودني و يساعدني في الوصول الى هدفي يساعدني كي أسقط حكم القمر.

























هناك 5 تعليقات:

غير معرف يقول...

يا عم الرومانسيه دي هيا حلوه بس فيها جرعه حزن مركز اوي اي نعم فيها نظره تفاؤوليه في النهايه بس بيخيم عليها حزن كبير انا عن نفسي و رغم الاحساس العالي اللي فيها لكن بميل اني احط السم في العسل يعني ادي الحقنه في قالب ساخر بس ليا تعليق واحد طريقه كلامك عن القدر معجبتنيش خصوصا ان القدر هو الله و علي العموم استمر لانها في المجمل جميله

غير معرف يقول...

بسم الله
أستاذي
ليست هي بمجرد أفكار
فما تحويه كلماتك من أحاسيس قوية..و مشاعر حزينة مؤثرة..
ليست بأفكار....
أحييك على أسلوبك الرائع في الكتابة..
انجذبت للقصة من البداية..حتى النهاية
كلمات يملؤها الشجن..لكن لها في النفس عظيم الأثر..
تحياتي...
MeNo

غير معرف يقول...

بصرراحه اهنيك ع الابدااع والي امناام
اعجبني كثير ماسطرت اناملك
واحساسك الجميل
تقبل تعليق

واخير ان ماسطرت كلماته يشبه بالحقيقه حياتي
ولكن تختلف الملامح ..
صدقني القدر يجبرك ان تفعل اشياء برغم عنك وتذكر شئ.
انهو قدر لانستطع ان نعارضه سوي ان نصمت وتنتظر الفرج

موعــودة بلقاك ..

Mostafa Safwat يقول...

ياااااااااااه
آخر حاجة كنت اتوقعها ان حد ييجي المدونة و يكون عنده صبر انه يقرأ مواضيع قديمه
والله احب احييكي و اشكرك
احييكي على صبرك و اشكرك على كلماتك الرقيقة
و اتمنى ان يكون عندك وقت وصبر انك تقرأي باقي المواضيع و يا رب يعجبوكي

ola يقول...

تحياتى للاسلوب والاحساس الرائع ولكنها فعلا اقدارانا فلنصمت وننتظرها دون تعليق.