الثلاثاء، 24 فبراير 2009

يأس الاحلام

الاف الاصوات تصرخ في رأسي ؛ عاصفة كلامية تأبى ان تهدأ ؛ امطار من الافكار تغرقني في احساس لا نهائي من الاختتناق .
دخلت غرفتي .. أغلقت بابها و نافذتها طلبا للهدوء فما زادني سكون الغرفة إلا غرقا.
امسكت مذكراتي علني اجد فيما مضى ما ينقذني ؛ فزادني الماضي حزنا ؛ رأيت احلامي التي لم اعد قادرا حتى على ان احلمها. يا له من شعور مرير باليأس عندما تبحث عن حلم فتكتشف انك تحلم بأن يكون بمقدورك ان تحلم . فلا يساعك الآن غير ان تتذكر احلامك ؛ فقط تتذكر.
حلمت في يوم بحبه البريء ؛ بعينيه الواسعة تنظر الي بلهفة و شوق ؛ بكفيه الصغيرتين يحيطون بعنقي ؛و برأسه الدافئ عندما يضعه على صدري ؛ حلمت ان اكون له المأوى بأن يستمد مني قوته بل يستمد مني وجوده.
هل يستطيع احد ان ينكر علي هذا الحق !! ؛ هل هناك قوة تستطيع منع هذا الحب !!
قد كان هذا حلما ؛ نعم صدقوني كان مجرد حلم و لم اعد استطيع ان احلمه . لماذا؟؟!!
لاني عندما اتذكرهذا الحلم اسمع قلبي ينتحب ؛ اسمعه يصرخ ؛ اشعر به يريد التوقف عن النبض و لكنه مسلوب الارادة ليس في مقدورة اختيار التوقف.
ياله من حلم أتذكره و اتذكر معه اللحظه التي يقف امامي فيها و يقول لي "اذهب عني فأنا لا اريدك". الاف الرصاصات انطلقت في هذه اللحظه لتصيب رأسي و تشعل فيها ملايين الافكار حتى انني لم اعد استطيع السيطرة عليها . الاف الأيدي تمتد داخل صدري لتمسك بقلبي و تعتصره ؛ يااااااااا الله. انفاسي لا تعرف اتجاهها ؛ هل يجب ان تخرج ام تدخل !! هلل تتوقف !! ان عقلي يأبى ان يصدق ما سمعته اذني يأبى حتى ان يصدر اشارته الطبيعيه لاتمام الحركات الحياتيه في جسمي. صدى هذه الكلمات يجعل خلاياي تنتحر الف مرة في اللحظة. فهو من اعيش لأجله ؛ من اتنفس رائحته العطرة عندما احتضن رأسه ؛ هو من انسى كل همومي عندما يلامس خدي خده و تمر اصابعي بين خصلات شعره.
لقد اصبح اغلى الاحلام محرم علي ؛ اصبح مصدر الآمي و يأسي ؛ ما عدت استطيع ان اتذكره.
ربي انت من زرعت حبه في صدري فلا تجعلني احصد في كل لحظة اشواكا ؛ ربي لا اسألك ان تنزع حبه من قلبي و لكن اجعلني اقنع بالنظر اليه و لا انتظر منه ان يبادلني حبا.
الآن اغلق مذكراتي و اضعها تحت وسادتي ؛ اغمض عيني علني ارى حلما اجد فيه شئ من الحب الذي لا اجده في يقظتي.