الأربعاء، 4 مايو 2016

فن الرسم

أقف امام بعض اللوحات منبهرا لا أستطيع ان أجد تفسيرا لموهبة الرسم؛ كيف يتمكن الفنان من وضع احساسه على الورقة؛ كيف تتشابك خطوطه وتتمايل فتتراقص كل من هذه الخطوط مع الاخر لتعبر عن الصورة التي تختنق في عقله؛ ومن ثم تنبعث روحه بخليط من الالوان تنسكب في تناغم لتختلط ببعضها فتتنفس الخطوط وتحتضن كل مجموعة من الخطوط اللون الخاص بها في شوق كحبيب يلتقي حبيبه بعد فراق سنين.
لم ادع يوما انني أستطيع رسم مثل هذه اللوحات ولكن لا يمكن ان أنكر غيرتي ورغبتي الدائمة في ان امسك يوما بفرشاة واضعها على الاوراق واترك لها العنان لتتحرك يمينا ويسارا؛ للأعلى وللأسفل؛ فارسم سماء صافية تسبح فيها الطيور بحرية بأجنحتها الممتدة باتساع صدرها. أو ارسم زهورا نبتت بين ثنايا الأرض تحدث كل منهما الأخرى بأسرارها فتحمل نسمات الربيع ما يقولانه ليمتلئ الهواء بعبير كلماتهم.

حتى رأيتك واحترق فؤادي شوقا لرؤياك في كل لحظة تمر لا تكوني امام عيناي؛ وقتها شعرت بعجزي عندما صرخت نبضات قلبي رغبة منها ان ترسم ملامحك فرشاتي هذه الملامح التي لم أكن اضيع نبضة من نبضات الزمن الا واحفرها في روحي فتنتقل داخلي بكل تفاصيلك؛ فهذه لوحة لعيناك مبتسمتان فرحتان وهذه أخرى لهما حائرتان؛ وهذه لوحة لشفتاك ينبع منهما نهر النعومة والحنان؛ وفي هذه تضحكين وهنا تتدللين وبألوان الفرح تملئين لوحاتي؛ حتى عندما تغضبين وتقطبين جبينك تعشقك الواني وفرشاتي ؛ لوحات رسمت في خيالي و نقشت على جدران روحي فحفظها قلبي ووصفتها كلماتي فانا ما زلت حتى هذه اللحظة لا اجيد فن الرسم.