الأحد، 17 أغسطس 2008

مااااا أظلمك

كم هو مؤلم الاحساس بالظلم ؛ الكل متفق على هذا الرأي ؛ و لكن كيف يكون الاحساس بظلم المشاعر؟ نعم ظلم المشاعر . هل نشعر به عندما نتهم بفعل شئ و نحن لا نقوم به ؛ هل هو الاحساس بعدم وجود حبيب ام تصور وجود حبيب ؛ متى! كيف! لماذا! كلها اسئلة محيرة و مؤلمة.

جلست افكر كثيرا في هذه الاسئلة ؛ تألمت كثيرا كي اجد اجابة واضحة تكون مرضية و لكني وجدت اجابات مختلفة و كان اقواها لتعريف ظلم المشاعر هو عندما يكون من حقك كانسان ان تحب و ان تشعر بالحب و لكنك مسلوب لهذا الحق. ان تكون كانسان من حقك ان تجد من يفهمك و يقدر مشاعرك ويتجاوب مع هذه المشاعر و لكن هذا الحق مرفوض عليك .

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " انصر اخاك ظالما او مظلوما" فقالوا للرسول عليه الصلاة و السلام " ننصره مظلوما و لكن كيف ننصره ظالما" فأجابهم المصطفى عليه الصلاة و السلام " بأن تعلموه و تظهروا له خطأه"
لماذا لا نتعلم من ديننا ؛ لماذا نفترض ان الدين بعيد عن المشاعر ؛ لماذا نقرر ان المشاعر لا يجب ان تعامل برفق!!!!
من الممكن ان تشعر بالكثير من المشاعر المتضاربة و المتخبطة ؛ عندها ستحتاج لمن يسمعك لمن يشعر بما تشعر او على اقل تقدير يتفهم مشاعرك يتجاوب معك يترفق بحالك يساعدك بعد ان يطمئنك؛ يضمك ثم يريك خطأك . و لكنك لن تحتاج لمن يقف امامك و يقول لك انت مخطئ ؛ لن تحتاج لمن يصفعك على وجه مشاعرك و يقول لك انت لا تجيد فن المشاعر. من ذا الذي لا يجيد فن المشاعر هنا؟!!!! اليس هذا ما اوصى به الرسول عليه الصلاة و السلام ؛ اليس هذا واجب علينا حتى ما اذا كان ما نشعر به خطأ.
قمة الظلم ؛ هذا هو قمة الظلم للمشاعر. نحن من نظلم انفسنا و مشاعرنا و نساعد الدنيا على ظلمنا . نعم نحن نفعل هذا بأنفسنا ؛ عندما نأتمن هذه المشاعر عند اشخاص لا يستحقون ان يشعرونا لا يضعون اي اعتبار لمشاعرنا ؛ بل هم من يسلبونا حقنا في ان نحب و ان نشعر بالحب ؛ يسلبونا حقنا في ان نمتلك ما هو اصلا ملك لنا ؛ انهم الاشخاص الذين نحبهم وهم لا يستحقون كل هذا القدر من الحب من وثقنا بهم و هم لا يصلحون لهذه الثقة.
رسالة الى كل من لم تظلم مشاعره بعد؛ احترس في انتقاء من تطلعهم على ما تشعر؛ انتقي بعنايه من تسمح له بقرءة صفحات قلبك ؛ فان لم تحترس فسوف يتمزق قلبك و انت ترى ما يحتويه من مشاعر مبعثر على الارض ؛ سوف تزرف عيونك دما يتساقط على قلبك يغرقه ؛ يخنقه ؛ يمنعه من التنفس حتى تشعر بغصة في حلقك تبعث في اوصالك شعورا باليأس و عدم الرغبة في الحياه.
رسالة الى كل من ظلمت مشاعره ؛ لنا الله و لنأمل ان يعوضنا الله خيرا ؛ فلم نكن ابدا نرغب في ان نشعر بالألم ؛ لم نكن ابدا نريد ان نحيا في عذاب ؛ لم نكن نعرف اننا اذا بحنا بمكنون قلوبنا لمن ظننا انهم يحبوننا سوف ينتهي المطاف بهذه القلوب في صندق قمامة القلوب. لم يتم اخبارنا ان عصر الحب و المشاعر الصادقة قد انتهى. لم نكن نعلم.
رسالة الى كل ظالم ؛ يا انسان انت ايضا تشعر ؛ انت ايضا سوف تخطئ في احساسك ؛ سوف تحتاج لمن يسمعك لمن يقدرك و يقدر مشاعرك لمن ينصحك و لمن يترفق بك. هل ستجده بجانبك !! هل سيتحملك و ينسى ظلمك له و يساعدك!! هل فكرت في هذه اللحظه!! اليس لك قلب يحب؟! ؛ الا تشعر مثلنا ؟! سوف يأتي هذا اليوم سواء طال الزمان او قصر ؛ و لكننا لن نتمنى لك الالم بل نتمنى ان يخفف الله عنك هذا الموقف فهو يؤلم القلب و الروح و الجسد . نعم صدق ما اقول ستشعر بآلام في اجزاء من جسدك قد تكون لا تعرف انها موجودة حتى تؤلمك. الله معك.