الأحد، 16 ديسمبر 2012

دفتر الأحلام

اطفأت الانوار و ذهبت الى كرسي الهزاز؛ الذي ينتظرني منذ فتره في الركن المظلم من الغرفه؛ مددت يدي واضأت اضاءة خافته . امسكت بدفتر طوبي اللون يبدوا عليه التقدم في السن من كثرة التجاعيد الظاهره على غلافه و اعوجاج اجزاء من اطرافه و لكن بالرغم من عجـزه تنبعث منه رائحة عطره تبعث الكثير من الراحه و تحرك في القلب الكثير من الذكريات ؛ فقد كنت معتادا انا انثر عليه قطرات بسيطه من عطري الخاص كلما كتبت فيه حلما.
حلما !! هل قلت حلما؟ نعم انه ليس دفتر مذكرات و لكنه دفتر احلامي ؛ فلقد احببت دوما ان ادون احلاما لم استطع نسيانها كلما استيقظت كباقي الاحلام ؛ جلست اقلب في دفتر احلامي فتهت بين الصفحات ؛ وجدت فيه صفحات تبللها العبرات و اخرى تشوبها الضحكات في هذه الصقحه بستان ورود يجري في وسطه جدول مياه صغير مياهه صافيه و في الصقحه التاليه وجدت قمرا يخرج من بين الامواج يهرب و يتخفى في عبائته السوداء و رمال تبكي الما من كثرة الاقدام عليها . و في هذا الحلم سحابات صغيره تعانق بعضها و قلبان يطيران فرحا في بساتين الاشواق. تغيرت اجواء غرفتي بتغير صفحات احلامي و لكني لم اتوقف عن البحث فانا ابحث عن اجمل احلامي و كما لو كان قلبي هو من يقلب الصفحات فقد طارت الصفحات بين اصابعي و لم اعد من يتحكم فيها حتى وصلت لصفحات لا تشبه باقي الصفحات انها اوراق ملأت برزاز امواج البحر عندما كتبتها و انا احكي للبحر عنك ؛ نعم لقد شاركني البحر في كتابة هذا الحلم ؛ و ها انا أبدأ في قرائته.
ضباب و زحام و رغبه شديده تقذف قدمي للسير في هذا الطريق ؛ لم يكن الطريق غريبا فانا اسير فيه كل يوم اعرفه و اعرف تفاصيله بل اعرف ايضا متى امشي على الرصيف و متى اترك الرصيف لاحتوائه على الكثير من العثرات ؛ و لكن هذه المرة شعرت ان الطريق يعاندني فلا يريد ان ينتهي فحثثت السير كي اتغلب عليه فزاد تعبي و اختفى الناس من حولي و وجدت نفسي وحيدا تماما في هذا الطريق الذي لا اذكر اني رأيته خاليا ابدا ؛ نعم اصبح الطريق خال تماما و لكني لاحظت انه رغم خلو الطريق الى ان الاصوات كلها موجوده ؛ اصوات العصافير تتقافز على الاشجار اصوات السيارات تمر بجانبي ولكنها غير مرئيه ؛ شعرت بالتعب فتوقفت انظر حولي اتأمل هذا الفراغ المليء بالاصوات ؛ هبت رياح خفيفه وشعرت ببرد يأتي من داخلي يتملك كل جسدي فاحتضنت صدري بيدي في حركة تلقائيه لا اعرف اذا كنت بها ارغب في ان ادخل الدفئ الى قلبي ام امنع هذا البرد الغريب من الخروج ؛ قررت ان اكمل السير فأخذت نفسا عميقا ملأ صدري و لكني فوجئت بعطرك يملأ الهواء من حولي ؛ تقافز قلبي فرحا و تسأءلت من اين يأتي هذا العطر ايمكن ان تكوني فعلا موجوده هل جئت الى شارعي ؟ اين انت فانا لا ارى حولي الا شارع خال مليء بالحركه و اسمع اصوات طيور لا اراها فأين انت؟ لا انت لست موجوده اكيد انا احلم و يجب ان اكمل السير حتى انتهي من طريقي ؛ اخذت نفسا آخر لكي أتاكد اني احلم و لكن كان عطرك هذه المره اقوى فتساءلت حتى لو كنت موجوده فما الفارق فها انا اسير وحيدا و لماذا في الاصل اصر انه انت صاحبة هذا العطر!! من الممكن ان تستعمله اي فتاة غيرك لماذا يصر قلبي على انه انت؟ اسكت ايها القلب و دعني اكمل طريقي. و بدأت الخطى مرة اخرى و لكن هذه المرة بدأ الطريق يقصر و قاربت نهايته في الافق و ابتسمت عيناي لرؤياك في نهاية الطريق.
 ماذا اقول؟؟؟ رؤياك!!!
هل هذه فعلا انت؟؟؟ نعم انه انت لقد سمعت عيناي تنادي على قلبي الذي سبقني اليك و تقول له ها هي حبيبتك.
اقتربت منك و انا لا اعرف ماذا اقول حرجا مما فعله قلبي ؛ لقد احبك و لم يأخذ اذني بل و لم يخبرني ؛ اقتربت لأعتذر عن مشاعري التي قد لا تتقبليها و لكني فوجئت بعيناك يحتضنان مشاعري و ابتسامتك تبعث في قلبي دفئ عجيب فاقتربت منك اكثر و امسكت يدك و نسيت وجهتي فلم اعد اكترث اين سأذهب يكفيني انك معي ؛ وقفت انظر اليك ولا اتمنى شيء الا ان تظل عيناك هما كل ما اراه حولي و ان تبعث ابتسامتك الحانيه في قلبي الدفئ دوما . فيض من المشاعر ملأني فسبحت داخل عيناك ووجدتني اقول لك "احبك يا مبعوثه الرقه الى قلبي ؛ احبك يا من حنان لمسة يدها ازال عن قلبي تجاعيد قسوة الزمان؛ احبك" 
هل انا احلم ام ما يحدث حقيقه؟ هل فعلا امسك يدك؟ هل قدر لي ان اقترب منك و اتنفسك كما افعل الآن؟ سألتك فلم تجيبي و اكتفيت بان احتضن كفيك وجهي و ابتسمت ملامحك الملائكيه كلها ثم وضعت رأسي على صدرك كما لو كنت تقولي لي بطريقتك "انا ايضا احبك" لقد منتحتيني في لحظات الحلم هذه كل ما قد يتمناه العاشق من معشوقته و لكن للاسف فالحلم دائما ينتهي سريعا فاستيقظت وانا ما زلت اشعر بلمساتك على وجهي ما زلت اتنفس عطرك في قلبي استيقظت و غضبت انني استيقظت ؛ فقد كان هذا الحلم هو اللحظه الوحيده التي كتب لي فيها ان اعيش معك لحظات الهوى كما تمنيتها ؛ فانا لم يكتب لي ان احبك و ابوح لك بحبي الا في احلامي او على اوراق كتاباتي ؛ و ها انا كلما اشتقت الى اجمل لحظات حياتي اجلس اقلب صفحات احلامي ؛ و استعيد ذكرى هذا الحلم كم تمنىت لو استطيع ان احلم به مرة أخرى.
اغلقت دفتري و ذهبت الى فراشي ؛ وضعت الدفتر على وسادتي و اغمضت عيني آملا ان اراك مرة أخرى في احلامي فقد اشتقت اليك يا من سوف احبها ما حييت.