الخميس، 4 أغسطس 2016

ضحكات دامعة


من العجيب انه يمكنك ان تبتسم في لحظات الألم ؛ بل يمكنك ان تغرق في ضحكات تجعل عيناك تبللها الدموع و يظن الجميع انك تضحك سعيدا ؛ ولكن في حقيقة الأمر انت تحاول ان تخفي حقيقة دموعك خلف ضحكات زائفة.
عزيزي الضاحك اٌحب ان اقول لك ان هذه هي اللحظات التي تموت فيها مشاعرك واحدهً تلو الأخرى ؛ هذه هي اللحظات التي يخط فيها الزمان تجاعيده على قلبك بسكين بارد ؛ و يستمر في رسم لوحاته كلما ازدادت ضحكاتك وعلا صوتها.
نعم انت تضحك و يختنق صدرك بالرغم مما يملأه من هواء ؛ و فجأة تتوقف عن الضحك و تتمنى ان يختفي الجميع من حولك حتى تطلق لدموعك العنان و تتركها تنساب بدون ضحكات ؛ تريد ان تقيم جنازة لمشاعرك التي تم واءدها وهي في مهد قلبك ؛ تتمنى ان تقف على قبرها تترحم عليها فتتذكر اوقات مرت عليك ؛ تصورت انك ستجد من يستحق مشاعرك ؛ الآن ترغب في ان تجمع بعض الحطب و ان تجلس على قمة جبل توقد شعلة صغيرة من النيران ثم تمد يدك داخل صدرك و تٌخرج قلبك و تٌمسكه بين راحتيك و تنظر اليه لمرة اخيرة ؛ نظرة عتاب على ما اقترفه في حق مشاعرك عندما احب ؛ نظرة ألم عندما القى بنفسه بين يدي من لم يستطع ان يكون حنونا عليه ؛ نظرة وداع فأنت لا تريد ان تراه مرة أخرى فهو من تسبب لك في كل هذا العذاب ؛ لا تريد ان تراه بعد ان اصبحت كل خلية من خلاياه تحتوي على لوحة قبيحة رٌسم فيها لحظات قتل مشاعرك و التمثيل بها.
اضحك أو لا تضحك فهي لوحة واحده مكوناتها فم باسم عين دامعه و قلب ميت.

ليست هناك تعليقات: