دخل غرفة معيشته حيث قرر ان يمضي أمسية هادئة في مشاهدة الأفلام ؛ نظر حوله الى الغرفة الخاوية الا من كنبة صغيرة و تلفاز فقرر الا يشغل التلفاز و يجلس في صمت شجعه على ذلك هدوء الغرفة و ضوء الشارع الخافت الذي يأتي من النافذة ؛ و بالفعل جلس على الكنبة بعد ان قام بتحريك ظهرها ليأخذ وضعا اكثر راحه و رفع رجليه على كرسي امامه و بدأ يحدث نفسه..
- كم اعشق الهدوء و السكينة التي تبعثها هذه الإضاءة في نفسي ؛ كم أتمنى ان ابقا هادئا هكذا دون ان تزعجني أصوات الأفكار ؛ يا الهي كم أتمنى ان اجدها الآن واقفة امامي على باب الغرفة تنظر لي و على وجهها ابتسامتها التي اعشقها ثم تأتي لتجلس بجانبي في هدوء ؛ تضع رأسها على كتفي و نسبح سويا في احلامنا
- ما هذا ؟!!! لماذا تأتيني هذه الأفكار؟ الم اقل اني اريد الجلوس في هدوء بدون ازعاج؛ لا اريد أي من هذه الأفكار ان تزورني ؛ لماذا يصر صوتها على ان ينادي قلبي؟ لماذا تصر ابتسامتها ان ترتسم امامي كلما اغمضت عيني؟ لن استمر في الجلوس في هذه الغرفة الساكنة التي تساعدني على تذكر تفاصيلها ؛ سأنزل لأجلس على احد المقاعد في الشارع المقابل لبيتي و ستساعدني حركة المارة و السيارات على النسيان وعدم التفكير.
- كيف سأنزل الآن و انا لا اجد مفاتيحي؟ ما هذا الحظ!! اين يمكن ان تذهب هذه المفاتيح!! هل دبت فيها الروح فهربت ام نبتت لها اجنحة و طارت!! ماذا فعلت من لحظة وصولي للمنزل؟! نعم فلأبدأ خطوة خطوة حتى أتذكر اين وضعتها ؛ أولا فتحت باب الشقة.....ها هي المفاتيح معلقة على باب الشقة من الخارج ؛ يا الهي هل وصل بعقلي الحال الى هذه الدرجة حتى اترك مفاتيح الشقة معلقة على الباب من الخارج.
- لا تلومني على مثل هذه الأفعال ؛ فقد كنت في لحظة دخولك الشقة أتذكر عيناها و هي تنظر اليك بفرحة لرؤياك بعد ان غبت عنها لثلاث أيام؛ كنت أتذكر كيف احتضنت اناملها كفك في سلام دام لثواني معدودة و لكنها كانت كافية لتبعث في اوصالك دفقة حنان جعلت قلبك يتراقص فرحا.
- يجب ان انسى هذه الأمور كي استطيع التركيز ؛ هيا فلقد وجدت المفاتيح سأنزل الآن.
- ترى هل سيأتي يوم و اجدها تنزل بجانبي هذه السلالم متعلقة في ذراعي!! بئسا ايتها الأفكار الن تتوقفي!!! ها هو الشارع و هذا هو المقعد الذي سأجلس عليه و لن افكر في شيء آخر هذه الليلة.
- لماذا لا يوجد احد في الشارع في هذا الوقت بالرغم ان الوقت لم يتأخر فالساعة ما زالت التاسعة و النصف. اين ذه الناس!!
- لا يهم سأجلس هنا و بالتأكيد سيبدأ المارة في الظهور بعد قليل ؛ الهواء صافي و السماء متلألئة بالنجوم وصوت الكروان يأتي من حين لآخر مسبحا لله ؛ يا له من ليل رائع ؛ كم انا سعيد بهذا الهدوء.
- سعيد!!!! هل انت فعلا سعيد؟!!! ام تحاول ان تقنع نفسك بشيء ليس له وجود؟
- من هذا؟ ما هذا الصوت؟؟ صوت يهمس في اذني و لكن لا يوجد احد حولي
- كن واقعيا وواجه مشاعرك ؛ انت لا تشعر بالسعادة و هي بعيدة عنك ؛ انت توهم نفسك
- توقف أيها الصوت لماذا تصر على تبعث في قلبي الضيق؟ من انت لتحدثني بهذه الطريقة؟
- ابعث في قلبك الضيق!! الم تلاحظ ان قلبك قد اصبح بستان احزان ترويه دموع قلبك الذابل.
- من انت للتحدث عن قلبي؟ هل تعرفه؟ حسنا ان كنت لا تريد ان تتوقف عن احاديثك الحزين فسوف اغير مكاني كي لا اسمعك.
- هل تتصور انك ستهرب مني عندما تنتقل الى مقعد آخر!!
- من انت؟!
- انا روحك أيها البائس ؛ الم تعرفني!!
- روحي!! هل هذا يعني انني مت؟ و لكن كيف أكون ميت و انا ما زلت اجلس على المقعد و أرى الشارع و اشعر بنسمات الهواء الباردة!!
- انت فعلا لم تمت بعد و لكن انا و روحك انفصلنا عن جسدك فلم نعد نتحمل الألم
- كيف يحدث هذا ؟؟ ووضع يده على صدره ليتحسس نبضات قلبه فلم يجد لقلبه نبضات تأتي من داخل صدره ؛ اذا ما اراه صحيح!! على يساري تجلس روحي و على يميني يجلس قلبي و انا لم امت بعد ؛ حسنا لقد فقدت عقلي.
- لا لم تفقدني و لكني لم اعد احتمل وجود هذا القلب معي في جسدك
- ماذا فعلت اليها القلب كي يغضب منك عقلي هكذا؟؟
عارف لما تحب
و تبقى مش مصدق
و تلقا قلبك يدق
في كل مرة تشوفها
و تفضل مش مصدق
تقعد في ملامحها تدقق
تحس انك في عنيها عاوز تعيش
تسرح في ضحكتها
و تسأل قلبك
انت ليه بتفرح لفرحتها
و تخاف لو نسمة لمستها
معقول معها
الحلم حيتحقق
يقاطعه عقله..- قلتلك ده مش حب ؛ بلاش تصدق عشان متظلمش نفسك ؛ شايف الي هناك دي كمان بتضحكلك ؛ و عنيها بتحاول تدخل قلبك
- بس باب قلبك مبيفتحش
- "متستسلمش" العقل بيصرخ
- لسه بتضحكلك و بتحاول عليك تدلع
- "مش قادر بردو تفتح عنيك عشان تشوف غيرها" ؛ مش قادر قلبك يدق لنظرة عين غير نظرة عنيها
- يعني عاوز تقولي ان ده الحب!!
- لا مش حب ؛ انا بعشقها ؛ يعني انت بتتنفس عشانها و بتضحك بضحكتها اصل هي بقت انت ؛ بقت عايشه جواك ؛ قلبها بيدق بين ضلوعك معايا
- عارف رعشة ايدك ؛ عشان هي بعيد عنك
- عارف ليه مش عارف تتنفس ؛ عشان مش حاسس بيها جنبك
- عارف ليه ضحكتك هربت ؛ عشان في بعدها قلبك بطل يدق
- هو انت فاكر انك طول ما انت عايش قلبك بيدق ؛ لا ؛ قلبك بيدق بس لما تبتدي تعيش ؛ يعني لما يدخل قلبك حب حقيقي وقتها بتسمع دقات قلبك من غير سماعات بتسمعها في ودانك و بتخاف احسن يكون كل الي حواليك سامعينها زيك.
- تتحدثون كما لو كان كل منكم يحبها و انا انكر على نفسي هذا الحب ؛ لا انا لا انكره ؛ فانا اذوب في كلماتها و احفظ حركاتها كلها ؛ هل منكم من يعرف ماذا تفعل عندما تكون متعبه؟! تريح رأسها للخلف و تغمض عينيها للحظات ثم تأخذ نفسا عميقا و كفيها يلملمون خصلات شعرها كما لو كانت تقوم بلملمه الأفكار التي ترهقها و من ثم تقوم بهز راسها يمينا و يسارا لتتطاير هذه الأفكار مع خصلات شعرها.
- هل منكم من يستطيع ان يعرف متى تكون مرتبكه او غاضبه او تفكر بجديه في امر يشغلها ؟ انا اعرف عندما تقوم بلملمه خصلات شعرها خلف اذنها.
- و عندما تكون سعيدة تميل راسها يسارا او يمينا فتتراقص خصلات شعرها على كتفها و تبتسم ابتسامه تنير عينيها فتبعث فيمن حولها نورا و فرحا.
- استطيع ان احدثكم و اصف لكم جميع حركاتها لفتاتها ابتساماتها ؛ فعندما اجلس امامها لا أتمكن ان اجعل عيني تنظر بعيدا عنها ؛ يملاني شعور برغبة في ان احتويها بين ذراعي لأقربها من صدري فتضع راسها على كتفي فننعزل عن ما حولنا.
- أقول لها احبك ؛ فتغضب الروح و يرهقني القلب في طلب كلمات تصف ما يشعرون به ؛ فكلمة احبك ابسط كثيرا من ان تحمل داخلها هذا الدفق من المشاعر التي تجعلني امتلك الدنيا كلها لمجرد ان تلتقي نظراتنا ؛ كلمة احبك تعتبر نكره فهي لا تصف أي نوع من الحب اريد ان أقول لها انني اشعر به.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق